رحيل النتن ياهو وقدوم الرئيس الثوري إبراهيم رئيسي مؤشر على نهاية مرحلة وبداية مرحلة ، نهاية مرحلة العلوّ الثاني للاسرائيليين الجدد وبداية مرحلة لأهل المشرق
يرمز بنيامين نتنياهو الى آخر ملوك «بني إسرائيل» كما هو المتداول عند كبار حاخامات اليهود، ورغم انتماء خليفته الضعيف نفتالي بينيت إلى المعسكر ذاته. فالظروف التي أملت رحيل نتنياهو ترافقت مع ضعف الكيان وفشله العسكري، سواء بقبته الحديدية التي عجزت عن صد صواريخ المقاومة عن كبريات مدن الكيان التي تقصف للمرة الأولى منذ قيامه، أو بعجزه الناري عن تدمير الصواريخ ومنصات إطلاقها وأنفاق تخزينها، أو بهروبه من عملية برية كانت تنتظره فيها صواريخ الكورنيت، وقبوله بوقف النار بقرار من نتنياهو، رغم ذلك، كما ترافق الرحيل مع إنهاء زمن استقلال الكيان وبدء خضوعه للوصاية الأميركية بالتزامن مع العودة الأميركية المحسومة للاتفاق النووي مع إيران، كما قال نتنياهو، وهو محقّ بذلك، ما يجعل من رحيل نتنياهو نهاية مرحلة وبداية مرحلة، والمرحلة الجديدة عنوانها الأفول لحضور الكيان كقوة كبرى في الإقليم.
يرمز قدوم الرئيس الإيراني الجديد السيد إبراهيم رئيسي الى الشرائح السياسية والنخبوية الداعمة للحرس الثوريّ في إيران، والتي تضع مشروع الاستقلال عن الغرب واتباع خطط تنمية تعتمد على توطين التكنولوجيا وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبناء مقدرات عسكرية تمنح إيران القدرة على مواجهة أية تحديات عسكرية، وفي طليعتها المضي ببرنامج صاروخي متصاعد، وتلتزم بدعم حركات المقاومة في المنطقة، وتعتبر فلسطين قضيتها المركزية، ما يجعل من وصوله علامة على صعود إيران وتثبيتاً لمكتسبات تحققت للمحور الذي تقوده طهران، وإعلاناً عن تبلور مشروع محور المقاومة بصورة رسميّة، كقوة تعاظم قدراتها ويتنامى حضورها، وتشكل الشريك الندي الذي لا يمكن تجاهله للقوى الكبرى، الصديقة وغير الصديقة على مستوى كل ما يتصل بالمنطقة.
ليس تزامن الأفول والصعود صدفة إلا لجهة تقارب أيام الاستحقاقات(استحقاقات القيام للثأر)، أما جوهر التزامن فحتمي، لأنه ما كان ممكناً أن يبدأ زمن أفول الكيان كقوة عظمى في المنطقة إلا لأن هناك من نجح باستنزاف هذا الكيان، ووضعه أمام تحديات مثلها نمو مقدرات حركات المقاومة المدعومة من إيران، وصولاً إلى تحول هذه التحديات للطبيعة الاستراتيجية، وعجز الكيان عن حلها، وبدء تحوّلها الى تحديات وجودية، فكما يبشر رحيل نتنياهو بتعمق مأزق الكيان، يبشر صعود رئيسي ومعه إيران ببدء حقبة جديدة في المنطقة هي حقبة محور المقاومة. انتهى( ناصر قنديل بتصرف يسير)
مراحل حركة أهل المشرق
عن أبي خالد الكابلي، عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : ((كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يُعطَونه ، ثم يطلبونه فلا يُعطَونه ، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم ، فيُعطَون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا ، ولا يدفعونها إلاّ إلى صاحبكم . قتلاهم شهداء ، أما إني لو أدركتُ ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر)) غيبة النعماني ص 273
يقول الباحثون في الشأن المهدوي أنّ الحديث أعلاه يبين مراحل دور الإيرانيين وحركتهم ولعلّها أبكر حركة في التمهيد المباشر للمهدي المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )وأنّ حركتهم هذه تمرُّ في ست مراحل
١- مرحلة الخروج (أي يثورون على حاكمهم المجرم والنظام المستبد وهو النظام الشاهنشاهي المدعوم أمريكيّا)
٢- خوضهم سجالات سياسية وعسكرية مع غاصبي حقهم حيث يطلبون حقهم فلا يُعطَونه(والمعصوم قد استعمل الفعل المضارع [يطلبون] الذي يدل على الاستمرارية) مما يشير إلى أن السجال سيكون مستمرّاً ،ثم يخوضوا جولات أخرى من المفاوضات والحروب والسجالات فيطلبون حقهم مرة أخرى فلا يُعطَونه
٣- حتى ينفجروا غيضاً وغضباً فيضعون أسلحتهم على عواتقهم استعدداً للحرب
٤- ثم يُعطَون ما سألوه فلا يقبلونه
٥- ثم مرحلة القيام الذي لايردُّه شيء
٦- ثم تسليمهم الراية لصاحب الزمان (أرواحنا فداه)
يقول الشيخ علي الكوراني في معرِض حديثه عن هذه الرواية : عَبرَ عن حركتهم الأولى بـ(خرجوا) ، لأنها خروج على حاكم جائر ، وعن حركتهم الثانية بـ(يقوموا) ولايدفعونها إلاّ إلى صاحبكم ، لأنه قيام خاص لفرض تسليم رايتهم وبلدهم إلى الإمام المهدي .انتهى
أما معنى مطالبتهم بالحق فلا يُعطَونه فيُفسَّر الحق في ((مطالبتهم بحقهم في امتلاك الطاقة النووية السلمية)) ، فيما يرى الشيخ جلال الدين الصغير أنَّ (حصر الحق الذي يطلبونه بالاتفاق النووي فقط هو أمرٌ يجب التأني فيه لأنّ الرواية تشير الى سجال أعمق مما تم لحد الان، أما نعتهم بالشهداء ففيه دلالة مهمة وهي أنّ الشهادة لا تكون في زمن الغيبة الكبرى الا تحت راية نائب الامام المعصوم وهو الفقيه المجتهد الجامع للشرائط).انتهى . اللهم عجل لوليك الفرج.