المتابع لأحداث فتنة الشام يجد أن تركيا ومنذ انطلاق الشرارة الأولى للفتنة كان لها دور في التأجيج والتحريض على الفتنة ثم تحولت من التحريض الإعلامي والسياسي الى دعم الجماعات التكفيرية المسلحة.
المتابع لأحداث فتنة الشام يجد أن تركيا ومنذ انطلاق الشرارة الأولى للفتنة كان لها دور في التأجيج والتحريض على الفتنة ثم تحولت من التحريض الإعلامي والسياسي الى دعم الجماعات التكفيرية المسلحة، ففي يوليو 2011، أُعلن عن ولادة مايسمى بالجيش السوري الحر، تحت إشراف المخابرات التركية. وفي أكتوبر 2011 ، بدأت تركيا في إيواء الجيش السوري الحر، وعرضت على المجموعة منطقة آمنة وقاعدة للعمليات،وزوّدتهم بالأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى. وتفاقمت التوترات بين سوريا وتركيا بشكل كبير بعد أن أسقطت القوات السورية طائرة مقاتلة تركية في يونيو 2012 واندلعت اشتباكات حدودية في أكتوبر 2012. وفي 24 أغسطس 2016، بدأت القوات المسلحة التركية بتدخل عسكري مباشر معلن في سوريا .
وفي الوقت الذي تجتاح فيه تركيا المدن والقرى والقصبات في الشمال السوري، يرى آردوغان أنَّ ذلك لا إشكال فيه وأنّ له الحق في ذلك ويعتبره جزء من أمن تركيا القومي، حيث قامت تركيا ثلاثة عمليات عسكرية في الشمال السوري حتى الآن وهي:
١- عملية درع الفرات : من 24 أغسطس 2016 – 29 مارس 2017 وكان هدفها السيطرة على جرابلس ثم توسعت لتشمل إبعاد المقاتلين الأكراد إلى شرق نهر الفرات،منع الأكراد من الربط بين ضفتيْ نهر الفرات"، ولذلك فهي تسعى لتفادي إنشاء الأكراد شريطا لهم على طول الحدود السورية التركية يربط بين مناطق سيطرتهم شرقا وغربا، وضمان عدم قيام كيان لهم غرب الفرات باعتبار أن ذلك يهدد وحدة أراضيها.
٢- عملية غصن الزيتون: بدأت في يناير 2018 بين الجيش التركي ومساندة الجماعات التكفيرية لطرد المقاتلين الأكراد من مدينة عفرين وأريافها والهدف هو اتصال تكفيريي الجيش السوري الحر في ريفي حلب الغربي والشمالي، واستعادة المناطق التي تمدد إليها الأكراد لمنع إنشاء كيان كردي لهم.
٣- عملية نبع السلام: بدأت في اكتوبر 2019 من قبل الجيش التركي والجماعات التكفيرية لطرد المقاتلين الأكراد من مناطق تل أبيض ورأس العين، و الطريق السريع M4 وهو أحد أكثر الأهداف استراتيجية، وبهذه العملية سيطرت تركيا والجماعات التكفيرية(وُلد العباس) على ما يقرب من 600 منطقة سكنية، على مساحة تزيد عن 4 آلاف كيلو متر مربع.
وفي السياق ذاته نجد أنَّ هنالك خلافاً أوربيّاً_أميركيا مع تركيا حول العديد من القضايا، وحتى اللقاء الأخير بين أردوغان وبايدن كان فاشلاً ولم يخرج بنتائج طيبة، فلا نوقش موضوع اعتراف أمريكا بإبادة الأرمن الذي أغضب تركيا، ولم يحصل أردوغان على تعهدات بإنهاء الدعم الأمريكي لـ(قَسَد)، ولم يحصل على إقرار أمريكي ببيع تركيا صواريخ باتريوت وطائرات إف 35.
وفي الوقت ذاته نجد أنَّ تركيا تريد استعادة أمجاد الدولة العثمانية في شمال العراق خصوصاً، حيث تمتلك 35 مقراً وقاعدة عسكرية، وتشن العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل ومخمور ودهوك وغيرها من القرى الحدودية كعملية مخلب النسر ١و٢ وعملية مخلب البرق والصاعقة، ورغم أنّ تركيا تحتل أرضنا وتنتهك حرمة شعبنا وتبني القواعد العسكرية وكل يوم نجد لها قصفاً مستمراً منذُ سقوط النظام الدكتاتوري، لكن هنا الغريب لم نجد ناشطي السفارات وجوكرية تشرين وثائري اكتوبر و(اللي محد يحب العراق بگدهم) أي صوت وأي احتجاج ضد الاحتلال التركي ولا أي مقال أو هاشتاق أو تغريدة ضد أردوغان، كما لم نلحظ من القوى السنيّة تجاه هذه التحرّكات العسكرية أي استنكار أو تنديد، أمّا اذا قام السفير الإيراني بانتقاد تركيا على احتلالها للعراق نجدهم يمزّقون أنفسهم ويرفعون شعار عمر بن العاص النسخة البعثية( إيران بره بره!!! )
وبذلك سنكون أمام مشهد صراع مرير في شمال شرق سوريا وفي الشمال العراقي ما بين الكورد الذين يتم تمويلهم غربياً وسعودياً واسرائيلياً وما بين تركيا والرايات السود المتحالفين مع تركيا لإجهاض حراك مارقة الترك في مأدبةٍ طال انتظارها في قرقيسيا،
وبنظرة شاملة للوضع في منطقة غرب آسيا عموماً وشمال شرق الفرات السوري خصوصاً يمكن للمنتظرين الكرام ان يتلمسوا ملامح ما ذكرته الروايات الشريفة في هذا الخصوص ويصبح واضحاً معنى (الجَيَشان التركي) و(اذا انسابت عليكم الترك) و(اختلاف الترك والروم) (مارقة من جهة الترك) و(نزول الترك الجزيرة) أي جزيرة الرصافة السورية و(قرقيسيا) و(لحوم الجبارين) و(مأدبة السماء)
أيها الأحبّة المنتظرين، إنَّ في الأُفق أحداثٌ عظيمة فيها من البشارات ورسائل الإنذار وتفرض مضاعفة درجات الاستعداد والتأهيل للقادم من بعيد على صهوة الأمل حاملاً عذابات النبيّين ورسالات المرسلين.
يا أيها القلب الكسير
حتّامَ هذا الانتظار؟
يا أيها البدر المنير
إلامَ هذا الانتظار؟
فجِّر مسافات الغياب
و أزح بكفيك الضباب
و أطِلَّ من حجب الغيوم
أطلَّ من خلف السحاب
هذي مدائننا الحزينة...
يلفها ذل الأُسار
وغشى مساجدنا الغبار
تبكي المآذن.... يا أبا صالح
2021-06-20
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها اللهم عجل لوليك الفرج واجعلنا من أنصاره وأعوانه وآلذابين عنه والمستشهدين بين يديه
اضافةتعليق