روى أبو بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : (إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتى يرُدَّه إلى أساسه ، وحول المقام إلى الموضع الذي كان فيه ، وقطع أيدي بني شيبة وعلّقها بالكعبة ، وكتب عليها : هؤلاء سُرَّاق الكعبة) (1)
عن جابر الجعفي قال : دخل رجلٌ على أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، فقال له : ع روى أبو بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : (إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتى يرُدَّه إلى أساسه ، وحول المقام إلى الموضع الذي كان فيه ، وقطع أيدي بني شيبة وعلّقها بالكعبة ، وكتب عليها : هؤلاء سُرَّاق الكعبة) (1) افاك الله ، اقبض مني هذه الخمسمائة درهم فإنها زكاة مالي ، قال : فأتيته ، فقلت : رحمك الله ، إني رجل من أهل الجزيرة ومعي جارية جعلتها عليَّ نذراً لبيت الله في يمينٍ كانت عليَّ ، وقد أتيت بها وذكرت ذلك للحجبة وأقبلت لا ألقي منهم أحدا إلا قال : جئني بها ، وقد وفى الله نذرك ، فدخلني من ذلك وحشة شديدة . فقال : يا عبد الله ، إن البيت لا يأكل ولا يشرب فبع جاريتك واستقص وانظر أهل بلادك ، ممن حج هذا البيت فمن عجز منهم عن نفقته فأعطه حتى يقوى على العود إلى بلادهم ، ففعلت ذلك ، ثم أقبلت لا ألقى أحدا من الحجبة إلا قال : ما فعلت بالجارية فأخبرتهم بالذي قال أبو جعفر ( عليه السلام ) ، فيقولون : هو كذاب جاهل لا يدري ما يقول ، فذكرت مقالتهم لأبي جعفر ( عليه السلام ) . فقال : قد بلغتني تبلغ عني ؟ فقلت : نعم . فقال : قل لهم : قال لكم أبو جعفر : كيف بكم لو قد قُطِّعَتْ أيديكم وأرجلكم وعُلِّقَت في الكعبة ، ثم يقال لكم : نادوا : نحن سراق الكعبة ، فلما ذهبت لأقوم ، قال : إنني لست أنا أفعل ذلك ، وإنما يفعله رجل مني( أي المهدي من آل محمد عج) (2)
عن مروان بن مسلم عن سعيد بن عمرو الجعفي عن رجل عن جعفر بن محمّد عليهما السّلام في حديث قال : أما إن قائمنا لو قد قام لقد أخذهم يعني بني شيبة وقطع أيديهم وأرجلهم وطاف بهم ، وقال : هؤلاء سراق اللّه (3)
تعليق:
أوّلاً: أنّ الرواية لم تقل أن الإمام (عجّل الله فرجه) سيهدم المسجد تماماً، بل قالت إنه سيرد المسجد إلى أساسه، أي أساسه الذي كان على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) التي هي الأسس التي كانت على عهد النبي إبراهيم (عليه السلام)، مما يعني أن الهدم لم يكن لنفس الهدم، وإنما لغرض الرجوع به إلى الأساس الصحيح، أي أنه هدم من أجل إقامة الحق، لا كما قد يُتوهم لأن كثيرا من التوسعات الحالية التي قام بها آل سعود جرت مخالفة للشرع، لذا سيقوم (عليه السلام) بردّهما إلى أساسهما الذي يكون لله تعالى فيه رضا.
ثانياً: مرّت سدانة الكعبة المعظمة، او سدانة بيت الله الحرام، منذ تأريخها الطويل بمراحل وأحداث مهمة، وكانت بيد اسماعيل (عليه السلام) ثم بعد وفاته صارت لولده ثابت بن اسماعيل الى أن اغتصبها من ولده أخواله جرهم، ومكثت السدانة في جرهم عدة قرون الى ان اغتصبها منهم خزاعة، ومكثت في خزاعة عدة قرون الى أن آل أمر مكة والكعبة المشرفة الى قصي بن كلاب بن مرة القرشي، وهو الجد الخامس للنبي (صلى الله عليه وآله) فاسترجعها من خزاعة بعد حرب دامية، ثم صارت من بعده في ولده الأكبر عبد الدار، ثم صارت في بني عبد الدار الى أن آل أمر السدانة الى شيبة بن عثمان بن طلحة، واسمه عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، ثم صار أمر السدانة في أولاد بني شيبة بن عثمان الى العصر الحاضر يتوارثونها كابرا عن كابر.
إذن : بنو شيبة : هم سدنة الكعبة الذين كانت بأيديهم مفاتيح الكعبة، توارثوها خلفا عن سلف، و كان هؤلاء يسرقون الأموال و الذخائر المهداة الى الكعبة، و يتصرّفون بها كما تشتهيه أنفسهم، و بهذه المناسبة سمّاهم الإمام (عليه السلام) : سرّاق اللّه، اي: سرّاق أموال اللّه. و لعلّ الحديث كان هكذا: «سرّاق بيت اللّه» فحذفت منه كلمة «بيت» و اللّه العالم.
و لا يكتفي الإمام المهدي (عليه السلام) بقطع أيدي بني شيبة، بل يأمر بأن يُطاف بهم، و هذا الإجراء من الامام المهدي (عليه السلام) يعتبر إنذارا و تهديدا لكل السرّاق، و لكلّ من يتصرّف في أموال لا يملكها تصرّفا غير مشروع، فيعرفون بأن جزاءهم هو قطع اليد، ثم الخزي
السؤال هنا هو: من هو سادن الكعبة المشرّفة في عصرنا هذا؟؟ الجواب: سادن الكعبة المشرّفة حالياً يدعى صالح بن زين العابدين الشيبي من بني شيبة
مفاتيح الكعبة المشرّفة يجب أن تكون بأيدي طاهرة لا بأيدي آل سعود وملوك مهلكة الشر و صهاينة العرب التكفيريين.
المصادر:
1- إعلام الورى بأعلام الهدى، ج ٢، الشيخ الطبرسي، ص ٢٨٩
2- غيبة النعماني: ٢٤٢
3- إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، ج ٥، الحر العاملي، ص ٦٤