مايكل نايتس أحد أخطر و أخبث الكُتَّاب الأمريكيين وأمهرهم في توجيه عجلة السياسة الأمريكية.. زميل في برنامج الزمالة "ليفر" في معهد واشنطن، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج، أول من دعا لخلق فتنة الحشد الولائي وحشد المرجعية أو العتبات
لمعاهد الأبحاث والفكر الاستراتيجي أهمية كبيرة لدى الإدارة والساسة الأمريكيين. فهذه المعاهد والمراكز تقدم لهم في أغلب الأحيان، دراسات وتقديرات موقف وخلاصات وبرامج عمل وخطط، تكون أفضل وأعمق مما قد ينالونها من طواقمهم الإدارية والعسكرية. كما أن هناك في هذه المعاهد والمراكز، خبراء ومحللين متخصصين في مجالات وبلدان محددة، بات لديهم قدرات تحليلية وتوقعات استشرافية صائبة، خولتهم من أداء دور الشريك في صنع القرار والسياسات الخارجية.
ومن هؤلاء الخبراء، يبرز “مايكل نايتس” المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، لإيران والعراق واليمن ودول الخليج، في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. فـ”نايتس” من أبرز الخبراء المقربين الى دوائر صنع القرار في واشنطن، وكان له التأثير الواضح في تنفيذ العديد من السياسات الأمريكية في منطقتنا، لا سيما فيما يتعلق بالعراق ومؤسسة الحشد الشعبي تحديداً.
فما هي أبرز المعلومات عن “نايتس”؟ ولماذا يجب على جميع النخب الثقافية في المنطقة وخصوصاً في العراق، أخذ الحذر منه والتمعن في دراساته ومقالاته؟
_ حاصل على الدكتوراه من “قسم دراسات الحروب” في الكلية الملكية اللندنية، بعد أن أجرى بحوثاً معمقة، حول الدروس المستفادة من العمليات العسكرية التي نفذتها أمريكا ضد العراق، خلال التسعينيات (حرب الخليج “عاصفة الصحراء”).
_عمل كصحفي للشؤون الدفاعية في “غلف ستيتس نيوزليتر” و “جينس إنتيليجنس ريفيو”.
_ تنقل كثيراً في العراق ودول الخليج الفارسي، للاستطلاع الأوضاع في هذه البلدان لتكوين صورة عملانية للمنطقة.
_ عمل رئيساً لقسم التحليل والتقييمات لمجموعة من أهم الشركات الأمنية والنفطية، وقام بتوجيه فرق جمع معلوماتي في العراق وليبيا واليمن. كما عمل على نطاق واسع مع الوكالات العسكرية والأمنية المحلية، في العراق واليمن ودول الخليج.
_ قام بنشر مقالاته ودراسات التي تتمحور حول مواضيع تتعلق بالقضايا الأمنية، على نطاق واسع في وسائل إعلام رئيسية، مثل نشرة تحليل استخبارات قطاعي الأمن والدفاع في مؤسسة “آي إتش إس جين” البريطانية المتخصصة.
_ لديه علاقة منتظمة مع صناع السياسة في الإدارة الأمريكية وضباط الجيش الأمريكي حول الشؤون الأمنية الإقليمية.
دراساته
_ يشكل الحشد الشعبي من أولويات اهتمام “نايتس”، لناحية دراسة شتى العناوين المرتبطة فيه، لناحية هيكليته وتطوره وعلاقة فصائله بالدولة ومحور المقاومة، كما بالسياسة الأميركية وغيرها من العناوين.
_ يُعدّ ” نايتس” من الأشخاص الأمنيين، الذين يقدموا رجلاً أمنيًا يقدموا استشارات وتوصيات ويسعى دائمًا لأن تأخذها الإدارة في واشنطن بعين الاعتبار.
وكان تنفيذ عملية اغتيال الشهداء القادة الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، إحدى هذه التوصيات. لأنه يَعتبر بأن استهداف الشخصيات النخبوية، يجب أن يكون نموذجًا للتصدي ضد ما يسميهم بوكلاء إيران في المستقبل.
_ يمتلك اطلاعاً كبيراً على جغرافيا وسوسيولوجيا العراق وتكويناته، كما لديه علاقات واسعة تمكّنه من الحصول على المعلومات الدقيقة، لقراءة الواقع في البلد بشكل عميق.
_ بين الأعوام 2006 حتى 2012، أدى دوراً بارزاً في الشركة الأمنية الخاصة “Olive Group“، التي تدعي أنها تدعم عملية إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في العراق. ما مكن “نايتس” من العمل بشكل وثيق مع الحكومة العراقية وقادة حكومة إقليم كردستان وقوات الأمن والحكومات المحلية.
كما عمل في اليمن على مشاريع بناء القدرات مع قوات مكافحة الإرهاب، وهو يركز عمله على هزيمة التهديدات المزدوجة التي يشكلها الجهاديون السلفيون وما يسميهم بوكلاء إيران.
التوصيات
قدم “نايتس” العديد من التوصيات الخطيرة التي تتركز حول استهداف فصائل المقاومة وقادتها بكافة الأشكل لا سيما على صعيد فرض العقوبات ووضع الشخصيات التابعة لهذه الفصائل على القوائم السوداء.
ويحثّ “نايتس” مسؤولي الإدارة الأمريكية بتوجيه الضغط بشكل خاص على الحكومة العراقية لإبعاد من يعتبرهم منتهكي حقوق الانسان من قوات الحشد الشعبي. وأن يقوموا بإجراء إصلاح من القمة، عبر عزل القادة واجراء التغييرات فيها، لذلك يمكننا اعتباره أحد أبرز المحرضين على القتل والمشرعين للجرائم في العراق. كما أن توصياته تعكس التوجهات الأميركية لتدمير العراق، وتفكيك وتصفية مؤسسة الحشد الشعبي القانونية والشرعية فيه.
كل هذه الأمور توجب من العراقيين حكومة وشعباً، أن يتخذوا إجراءات صارمة بحق هكذا شخصيات، وأن يأخذوا كل حذرهم منهم، فلا ينخدعوا بصفاتهم المهنية والعلمية.
الخنادق