«وإنّ مَثَل فقدان البصيرة كمَثَل المرء الذي لا عينين له ولا يستطيع رؤية الطريق.. هنا تكمن أهمية البصيرة لدى أي بلد وأي شعب وأي فرد أو أي مجموعة»
الإمام الخامنئي (دام ظله)
ينقسمُ الجمهور المتدين إلى قسمين:
١- قسمٌ انتماؤهم واعتقادهم هو على شاكلة الأشعث بن قيس الذي طلب من أمير المؤمنين (عليه السلام) طرد الفرس من الكوفة فَوَصَفَهُ الإمام (ع) ب((الضيطر)) والذي هو الفارغ المجوف وكان ضخم الجثّة، والسواد الأعظم في العراق على شاكلته وهم مع كل ناعقٍ ينعقون ومع كلِّ ظالمٍ يشايعون ويبايعون وبخدمته يكونون
٢- الولائيون الحقيقيون لآل محمّد، وفي كلِّ عَصرٍ مضطهدون أحرار شامخون، نازفون للدماء بسخاء ضريبة الدفاع عن الإسلام والمذهب والعقيدة والكرامة والوطن، وهم من يتحمّل سخافة وتفاهة وجهل القسم الأول وحماقاتهم الأشعرية والأشعثية.
▪️من رسالةِ الإمامِ المهديِّ (عج) جَوَاباً لِكِتَابٍ كُتِبَ إِلَيهِ عَلَى يَدَي مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ هِلَالٍ الكَرخِيِّ
((يا محمَّدَ بنَ عليٍّ، قد آذانا جُهلاءُ الشيعةِ وحُمَقَاؤُهُم ومَن دينُهُ جناحُ البعوضةِ أرجحُ
منه)) [١]
▪️عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال : إنّ من شيعتنا مَن لا يعدو صوتُه سمعَه ولاشحمةَ أُذنه ، ولايمتدح بنا معلناً ، ولايواصل لنا مبغضاً ، ولايخاصم لنا وليّاً ، ولايجالس لنا عائباً ، قال : قلت : فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة ؟ قال : فيهم التمحيص وفيهم التمييز وفيهم التبديل … الخ [٢[
▪️عن الرضا (عليه السلام) أنه قال : (من والى أعداء الله فقد عادى أولياء الله ومن عادى أولياء الله فقد عادى الله تبارك وتعالى وحقٌّ على الله عز وجل أن يدخله في نار جهنم ) [٣]
▪️قيل للإمام الصادق (عليه السلام) إنّ فلاناً يواليكم إلّا أنـّه يَضعُف عن البراءة من عدوّكم؟
فقال: هيهات كَذِبَ من ادّعى محبّتنا ولم يتبرّأ من عدوّنا [٤].
▪️عن الحسن ابن علي الخزاز قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: ((إن ممن ينتحل مودتنا أهل البيت من هو أشدُّ فتنةٍ على شيعتنا من الدجال))، فقلتُ: بماذا؟ فقال (عليه السلام): ((بموالاة أعدائنا، ومعاداة أوليائنا، إنّه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل، واشتبه الأمر فلم يُعرَف مؤمنٌ من منافقٍ)).[٥]
أين البصيرة ؟
عندما قرّر الإمام علي (عليه السلام) قتال معاوية، جاء مِن أصحابه مَن يقول له : لو صالحتَ معاوية؟!!!
عندما قرّر الإمام الحسن (عليه السلام) عقد الصلح مع معاوية، جاء من أصحابه من يقول له : لو قاتلتَ معاوية؟!!!
عندما قرّر الإمام الحسين (عليه السلام) التوجه نحو الكوفة لمقارعة يزيد، جاء من ا
أصحابه من يقول له : ارجع ولا تلق بيدك إلى التهلكة!!!
عندما قرّر الإمام الرضا (عليه السلام) القبول بولاية عهد المأمون، جاء من أصحابه من يقول له : أعطيتَ شرعية للدولة الجائرة !!!
وفي زماننا هذا استمرار لتلك السلسلة !
يقول فقيه خراسان الإمام الخامنئي (دام ظله): عاشوراء تعلّمنا أنّ البصيرة هي أكثر ما يحتاجه الإنسان في قضيّة الدفاع عن الدين، وفاقدو البصيرة يُخدعون ويقفون في جبهة الباطل دون أن يشعروا بذلك. كما أنّه كان في جبهة ابن زياد من لم يكونوا من الفسّاق والفجّار، لكنّهم كانوا منعدمي البصيرة.
------------------------------
المصادر:
١- الاحتجاج للشيخ الطبرسي ج٢ ص ٢٨٩
٢- الكافي ج٢ ص ٢٣٩ /ح/٢٧
٣- جامع أحاديث الشيعة، ج ١٦، ص ٢٣٠
٤- بحار الأنوار ج ٢٧ ص ٥٨
٥- وسائل الشيعة - ج ص ١٧٩
"وكــالة أنباء الانتظار" على التليغرام، متابعات مستمرّة لكل ما يخصّ تطوّرات ومستجدّات الحِراك المهدويّ.