الشيعة في خطر‼️
ظاهرةُ إعادةِ إنتاجِ عقلٍ شيعيٍّ جديدٍ من خلالِ حَفَلات الغناء والرقص والمجون والبِغاء، ومعارض الكتاب المؤدلجة في العراق!
على نارٍ هادئة تطبخ المطابخ الغربية عملية تسقيط الأُمم، وتبتدأ من أبسط الظواهر، ثمَّ تغرس أنيابها في وجدان الأُمّة، وتحاول حرف سلوكها وتدمير عقائدها وأخلاقها بمختلف الطرق والآليات؛ هذه هي ((الحرب الناعمة )) وإن كُنّا بحاجةٍ ماسّةٍ الى شواهدَ من تأريخ الشعوب فلا حاجة الى المطوّلات من كتب التأريخ وتجارب الأُمم بعد أن حوّلت الصهيونية الدعارة الى تجارة تدخل ضمن آليات حربها لمواجهة الإسلام وتهميش المسلمين، ونكتفي في البَين بتجارب الاحتلال البريطاني في العراق وفق ما يقوله الدكتور معتزّ محيي الدين في بحثه : تأريخ البغاء السري، والذي يربط فيه ظهور البغاء ب((الاحتلال البريطاني))؛ فكانت ظاهرة فتح دور البغاء ونشر الخمور ودعوة الساقطات من سوريا ولبنان والعراق وانتشرت ظاهرة الملاهي حينها .
الاحتلال الأمريكي يترسَّم خُطى الاحتلال البريطاني بحرب ناعمة تعتمد الملاهي ونشر المخدرات ودعم ظاهرة المثليين، وإقامة الحفلات الماجنة في العراق وإقامة معارض كتاب يتم فيها إلقاء المحاضرات من رجال التطبيع في العالم العربي وتهاجم الإسلام وتعتبره العقبة في تطور المجتمعات البشرية.
هذه الحرب الناعمة لها تهدف الى مايلي :
أولاً: خلق صورة نمطية عن بعض أفراد الشعب العراقي بأنّه شعبٌ ميّال الى ثقافة الانحلاف والانحراف، وأن حضور العدد الكبير لهذه الحفلات، وتكرار العروض الماجنة في مختلف مدن العراق، ودعوة نماذج من الهابطين والعُراة والزناة والمحسوبين على صدّام والعهد الغربي والصهيوني،كلّ هذا يكشف أن الأمر ليس عفوياً؛ بل ياتي ضمن أهداف الاحتلال الأمريكي في السيطرة على ثقافة المجتمع العراقي وتركيعه .
ثانياً: خلق جيل متمرّد على الدين والقيم والأخلاق بما ينسجم مع طموحات المطبِّعين وكل أعداء الإسلام .
ثالثاً: السير بالعراق نحو ((سياسة الإشغال والإلهاء )) حتى يتمّ إبعاد الجيل عن هموم الأُمة وقضاياها الرئيسة، وإبعاده عن المطالبة بالحقوق والخدمات والتنمية والنهوض وإبقاء العراق في فقر قاتل وجوع دائم عبر المخدرات ومخدرات الرقص .
رابعاً: إنهاء الظواهر الدينية، وجعل البغاء والغناء والرقص من خلال الحفلات هو المشهد العام.
خامساً: مسخ هوية الشعب العراقي الإسلامية والاخلاقية .
سادساً: إشعار الإسلاميّين والحوزات بأنّ الغرب تمكّن من تحويل الثقافة الإسلامية في العراق والقيم الى ثقافة مغايرة، وللقول بأنّهم نجحوا في السيطرة على بعض الجيل .
سابعاً: مهاجمة الإسلام والفكر الإسلامي عبر ندوات معارض الكتاب التي تشرف عليها جهة من أخطر الجهات على الفكر الإسلامي، هذه الخطوة تعد مقدمة مهمة للغرب نحو تدمير الشعب العراقي ورفع منسوب الكراهية عنده ضد الإسلام والمسلمين .
ثامناً: خلق الضد النوعي في حركة المجتمع العراقي الذي يُعرَف عنه إحياء الشعائر الدينية والمناسبات المقدسة، والتي أصبحت ظاهرة كبيرة مسيطِرة على الواقع الاجتماعي من خلال هذه التجمعات التي يحضرها الآلاف من الشباب المغرر بهم والمودلجين .
تاسعـاً : ما يجري هي عملية إشغال وإلهاء العراق عن ثوابته، وعن الالتزام بثقافة الإسلام وقتل روح النصر الإسلامي الذي حقّقه على الإرهاب بالاستناد الى فتوى المرجعية، وعليه ما يجري هي محاولة تفكيك بين الجيل والمرجعية .
عاشراً: بعض النماذج التي تمّت دعوتهم هم نفايات بلدانهم فكيف تم فتح الابواب لهم في عاصمة الفكر والثقافة والقيم؟ فإنّ نقابة الموسيقيّين المصرية أوقفت حفلات محمد رمضان بسبب ملابسه وضحالته احتراما للذوق العام، وحفاظاً على سمعة الفن المصريّ، فقال إنّه سيغني خارج مصر حيث لا سلطة للنقابة عليه، فكانت بغداد أوّل عاصمة تستقبل هذه النفايات حيث لا قانون ولا رادع ولا حامي للإنسان وذوقه وأخلاقه.
قريبا تحلّ الذكرى الثانية لاستشهاد (قادة النصر ) وعلى المؤمنين والخيّرين أن يستثمروا هذه المناسبة لإشراك الجماهير كلها بتواجد مليوني في الشارع العراقي؛ لنتثبت أنّ بغدادَ بغدادُ الائمّةِ والدين والقيم والحوزات والفكر والأدب والشعراء ولا مكان فيها للنفايات .
وأخيرا لاتصدِّقوا يا أبناء العراق بالعلمانية، فحينما تم إسقاط حكومة عادل والمجي ء بالكاظمي ووزير ثقافته المتهتّك بأنّهم سوف يقدمون لكم شيئاً في تطوير الصناعة أو الزراعة أو الصحة أو أيّ مجال آخر، فكلّ ما قدموه في عهدهم هو الرقص والكتب التي تهاجم الإسلام وظواهر الشذوذ الأخلاقي والتطبيع الناعم مع الصهاينة، فهم يقومون من خلال (( الحرب الناعمة ) بعملية إنتاج العقل الشيعي وفق ما يريدون بدليل أنّ أغلب الحفلات الماجنة تقام في المدن الشيعية فقط وفقط .انتهى
د. محمّد صادق الهاشميّ
مدير مركز العراق للدراسات