أميركا والناتو يدفعان بوتن دفعاً الى خيار شمشون…..!
عمّار الولائي/العراق/واسط
٢٦/رجب الأصبّ/١٤٤٣ هـ
" خيار شمشون " هو مصطلح سياسي يُطلق على استخدام القوة المفرطة في التصرّف عند تفاقم الأمور وخروجها عن السيطرة، حيث يتم اللجوء إليه عندما تصل الدول لنفقٍ مظلم في الحوار الدبلوماسي، فيتم اختياره حتى لو كلّف ذلك إلى نهاية الطرفين. كجملة شمشون الأخيرة: "عليَّ و على أعدائي".!
الرئيس الروسي بوتن، وفي لقاء تلفزيوني سابق، وفي معرض ردِّه على سؤالٍ حول احتمال استخدامه للسلاح النووي كردٍّ على أيّ هجومٍ محتمل على روسيا يقول :
اذا اتخذ أحدهم قراراً بهزيمة روسيا سيكون لدينا حق شرعي في المهاجمة بها.. نعم ستكون هذه كارثة عالمية، ولكن… كمواطنٍ و رئيس لروسيا ماحاجتي لهذا العالم اذا لم تكن روسيا فيه ؟!! (يعني إمّا أن نعيش معاً أو نموت معاً فلا معنى لأن تموت و تُهزَم روسيا ويبقى الغرب)
العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا تدخل يومها الخامس، والأمور تتجه نحو مزيد من التأزّم والتصادم وتقترب من نقطة اللاعودة وحافة الهاوية، حيث صعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من لهجته، وهدّد باستخدام السلاح النووي، وأمر القيادة العسكرية بـ«وضع قوات الردع النووي في حالة تأهب قصوى وتحويلها إلى نظام الاستعداد القتالي بعدما وصفه بالتصريحات العدوانية من دول حلف شمال الأطلسي». واتهمت موسكو أوكرانيا باستخدام ذخائر الفوسفور المحظورة دولياً في ضواحي كييف. وبينما بات الجيش الروسي على مشارف كييف، مؤكدا أنه يبعد ما بين 8 إلى 10 كيلومترات، شرعت الدول الغربية في تشديد العقوبات القاسية على روسيا عبر نظام «سويفت» لعزلها وشلها ماليا، وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية الروسية.
مذيع التلفزيون الروسي الرسمي يقول: "غواصاتنا تستطيع اطلاق أكثر من 500 رأس نووي، يمكن أن يدمّروا أمريكا والناتو، والنقطة هي: لماذا نحتاج العالم إن لم تعد روسيا موجودة فيه؟"
المعلومات المؤكّدة من قلب محور المقاومة التي تشير إلى أنّ أمريكا وبريطانيا طلبتا من السعودية والإمارات تجنيد مرتزقة من جنوب اليمن الذين يحملون الفكر السلفي التكفيري الوهابي للقتال في أوكرانيا ضد القوات الروسية، وقد بدأت طلائع هؤلاء المرتزقة التحشد نحو أوكرانيا للمشاركة للقتال هناك
بالمقابل الـ CIA الأمريكي طلب من تركيا التي تشرف بشكلٍ كامل على ما تسمّى بـ " هيأة تحرير الشام التكفيرية" تجنيد ونقل المرتزقة التكفيريين من إدلب وعفرين الى بولندا فأوكرانيا للقتال ضد الروس بالتزامن مع تصريحات رسمية لدول الناتو أعلنت فيه أنّ الآلاف من مضادات الدبابات والطائرات في طريقها لأوكرانيا
الرئيس الأوكراني اليهودي الأصل وصاحب الجنسية الاسرائيلية يقول بأنّ أوكرانيا فتحت باب التطوع للأجانب لتشكيل “فيلق دولي” يقاتل معها.
الأمور تتعقّد أكثر والحرب مفتوحة على جميع الاتجاهات والاحتمالات، وأميركا والناتو يسعون إلى إدخال روسيا بحرب استنزاف طويلة الأمد وهذا ما صرح به إيمانويل ماكرون من أنّ الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا ستطول، والقدر المتيقن أنّ ما بعد أحداث أوكرانيا ليس كما قبلها، إنّه زمن التطورات الكبرى والأزمات الكبرى فلا بوتن لديه الاستعداد للتراجع وإعادة الأمور لوضعها الطبيعي ولا الناتو يذعن لشروط بوتن والضمانات الأمنية المكتوبة التي طلبها وأهمها انسحاب الناتو لحدود ماقبل 1997، المقابل و وهذا الصراع المرير بين المعسكر الشرقي والغربي لن ينتهي لحين لجوء أحد أقطاب الصراع العالمي لخيار شمشون والضغط على الزر النووي وإلحاق أكبر كارثة بشرية منذ زمن آدم (عليه السلام )، كل هذا التصعيد وغيره يلفت المنتظرين الى روايات هلاك ثلثي الناس، وذهاب تسعة أعشار الناس، والموت الأحمر، واقتتال الروم فيما بينهم وتفكّكهم وانهيار الحضارة الغربية قبيل الظهور المقدّس، وهذه من الشرائط الحتمية للظهور الشريف، فهنالك إشارات روائية لعلامة الحرب العالمية الثالثة المسماة بالتعبير الروائي بـ"هرج الروم" حيث قال الإمام الباقر "عليه السلام" في الرواية المشهورة بتسلسل العلامات :( ومارقةٌ تمرق من جهة الترك، ويعقبها هرج الروم...الخ)[١]
وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ( لا يكون هذا الأمر ــ أي ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه ــ حتى يذهب تسعة أعشار الناس)[٢]
وعن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبد الله "عليه السّلام" يقول : (قُدّام القائم عليه السّلام موتان موتٌ أحمر ، وموتٌ أبيض ، حتى يذهب من كل سبعة خمسة ، الموت الأحمر السيف ، والموت الأبيض الطاعون) [٣]
وعن محمد بن مسلم وأبي بصير قالا : سمعنا أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : (لا يكون هذا الأمر (أي ظهور الإمام المهدي عج ) حتى يذهب ثلثا الناس ، فقلنا : إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى ؟ فقال : أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي؟)[٤]
ختاماً: أيُّها المؤمنون المنتظرون، أيّها المظلومون والمحرومون والمستضعفون في كلّ مكان، ما عاد الحديث عن ظهور منقذ البشرية جمعاء من الظلم والجور، القائد العادل القادم من بعيد على صهوة الأمل حديث من تعلّقت قلوبهم بصاحب الزمان (عليه السلام) فقط، بل أصبح حديث أهل العالم، ونحن اليوم نشهد جَرَيان ذكر القائم على ألسنة الناس ــ بحمد الله ومنّه ــ ولذلك على المنتظرين أن يشمّروا عن ساعد الهمّة، والاستعداد والتهيّؤ لأداء الواجب المقدّس، أيّها المنتظرون! ياجنود إمام الزمان جهّزوا أنفسكم لليوم الموعود.
المصادر:
١- الغَيبة للشيخ النعماني : ص ٢٨٩
٢-الغَيبة للشيخ النعماني ص ٢٨٣
٣- إثبات الهداة ج ٥ ص ٣٥٤
٤-بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ٢٠٧