فتنة جديدة تنتظر الأنبار وهذه تفاصيلها
بقلم الكاتب و المحلل محمد هاشم
خلال الأيام الماضية والى الان توجد تطورات أمنية في مدينة الانبار، وشرحها المفصل هو
محمد الحبلوسي يحاول ان يصفّي كل المقرّبين من الحشد الشعبي، وكلّ من ينتقد سياسته استعداداً لمخطط عميق قادم؛ مما جعل المسؤول العسكري في الكتائب يدافع عن الشخصيات السنية في الانبار التي يهدّدها الحلبوسي، وقد نصّت تغريدة ابو علي العسكري بتاريخ 1-4-2022 على مايلي (( ان الكتائب ضد البهلوان في الانبار، وانها تدعم المظلومين وان الشيخ سطام بن الشهيد عبد الستار ابو ريشة هو أمانة في عنق الشهداء ولابد من الدفاع عنه)).
وهذه التغريدة من الكتائب لها خلفياتها؛ لانها أتت بعد أن هاجمت القوات الامنية في الانبار بيت الشيخ ابو ريشة، وطبعا لأنّه له علاقات مع الحشد والكتائب ولانه معارض شجاع لسياسة الحلبوسي.
وردّاً على تغريدة العسكري فقد غرّد الحلبوسي بنفس التاريخ بما يلي ((سنبقى نلاحق المجرمين والقتلة – يقصد الكتائب وربما الحشد الشعبي – الذين غيبوا الابرياء في الرزازة وجرف الصخر والصقلاوية ولابد من مثولهم أمام القانون ).
طبعا هذه المناطق التي ذكرها الحلبوسي هي جميعها مناطق واقعة تحت سيطرة الكتائب؛ لذا يعتبر كلام الحلبوسي موجه الى المقاومة والحشد عموما والى الكتائب بنحو خاص .
وحتى تكبر كرة الحقد البعثية ويكون موقف الحلبوسي موقف عام ويتبلور رأي عام سني ضد الشيعة وربما ضد الإطار لتوظيفة للواقع السياسي القائم فقد غرّد خميس الخنجر مؤيدا الحلبوسي بما يلي (( ان أهلنا هم الذين حرروا الانبار، وهم الذين يقومون ببنائها، ولا نقبل ان تعبث بأمنها المجاميع المليشياوية ونحمّل قوات الأمن المسؤولية في حفظ الأمن) ).
وفعلا تمكنا الحلبوسي والخنجر من تعبئة الرأي العام السني من خلال التغريدات ومن خلال تحريك وسائل الإعلام المأجورة والمضادة للشيعة من ( يو تي في، وقناة الشرقية، وزاكروس ) لتهاجم الكتائب وحتى الحشد الشعبي وآخر خطوة قام بها الحلبوسي؛ لإثارة الرأي العام السني ضد المقاومة الشيعية التي عمد اليها الحلبوسي قيامه بتمويل عدد من المؤتمرات لشيوخ العشائر في الانبار في مختلف المناطق من الانبار والفلوجة وحسب توجيهاته، تم عقد مؤتمرات عشائرية في محافظة الانبار والمراد منها تسقيط بعض الجهات الامنية والحشد الشعبي إعلامياً في تلك المناطق، حيث تم عقد مؤتمر في قضاء الفلوجة للشيوخ والوجهاء في القضاء والثاني في ناحية الگرمة والثالث لشيوخ ووجهاء شرق الانبار، والرابع في مركز المحافظة، والخامس كان مؤتمر نسوي في الصقلاوية علماً ان المؤتمرات ضمّت عوائل الدواعش.
◾التحليل
هناك أمر واضح ابتداءً من تصريحات رئيس مجلس النواب وانتهاء بهذه التجمعات.
والذي يبدو للمراقبين أن ما يجري هو حلقة في مشروع متكامل متفق عليه سياسيا وامنيا وعسكريا؛ لتحقيق اهداف سياسية لجهات معينة، وان مايجري له ابعاد متعددة أبرزها:.
1- خلق فتنة يقودها الحلبوسي وخلفه كل قيادات حزب البعث لضرب العملية السياسية والامن في المدن السنية وصولا الى الانبار.
2- وقد يكون الامر اكبر من هذا بحجم انقلاب سني كامل .
3- او انفصال عن العراق بنحو كونفدرالية(تنجيز مشروع عوف السلمي)
4- او إخلال في التوازن الأمني لتأمين القواعد الأمريكية .
5- أو ترحيل للحشد الشعبي من المدن السنية .
6- أو دعم للثلاثي بآلية الإخلال الأمني .
7- أو استغلال للتحالف الثلاثي لتنفيذ المخطط البعثي الاماراتي.
تجدر الاشارة الى أن الحلبوسي أخذ يمارس كامل صلاحياته ودوره في تأجيج الفتنة ضد المقاومة حامياً نفسه بتحالف ينسجم معه فيما يخطط وهو تحالف يمثل الحلم الذي بقي يراود المطابخ الاقليمية والدولية منذ عام 2003 وصولا الى عام 2019 والتي كانت بداياته واضحة لشق الصف الشيعي واستمالة بعضه لصالح المخطط الغربي
الآن مالم يتم تفكيك الثلاثي (وتفكيكه هنا لايكون فقط على مستوى التحالف فقط بل على مستوى منع المخططات التي رسمت لهذا التحالف) فإن العراق مقبل على أزمات عملية ينفّذها بعض أطراف الثلاثي.
خصوصا أن الحلبوسي يستفيد التنافس على تَرِكة امريكا في المنطقة، وهو تنافس على النفوذ في المنطقة وعلى مساحة الفراغ السياسي، الذي يتفاقم لاحقا جرّاء خروج امريكا من المنطقة او تفرغها للصين والروس.
هذا التنافس هو الذي يفسّر التحّولات والتحرّكات السياسيّة التي تعيشها دول المنطقة ،ومنها التوجّه و الانفتاح التركي نحو المملكة العربية السعودية ونحو مصر وكذلك تجاه الامارات، وهو ايضاً يُفّسر اللقاءات والقمم العربية الاسرائيلية، والتي انعقدت في شرم الشيخ وفي النقب.
أدركت الآن دول المنطقة، وخاصة تلك التي أمنها جزءٌ من الامن القومي الامريكي، واقصد الدول الخليجية وكذلك الكيان الاسرائيلي اللقيط ، حقيقتّين؛ الاولى هو قدرات ايران والمقاومة في المنطقة، والحقيقة الثانية هو انحسار الدور الامريكي من المنطقة، وتفرغها للشأن الروسي والصيني. انتهى.