جرت الزيارة هذا العام بتوفيق كبير بحمد الله، ونسأل الله القبول للجميع، ولنا عدد من النقاط حول نتائج الزيارة هذا العام
نتائج الزيارة الأربعينية ١- تمكن الشعب العراقي من إنجاح هذا التجمع المليوني وتنظيمه وترتيبه، وما زال ويبقى الجمهور الشيعي العراقي والإيراني موحداً ومتفاعلا تحت منهج الحسين (ع)، وإنّ أصل النجاح هو للجهود التي يبذلها الجمهور من الجانبين ومن باقي الشعوب وللإنصاف أنّ الجمهور الشيعي العراقي له الدور الأوفر، والأهم وأنّ الشعب العراقي مازال بعقيدته التامة في الاهتمام بهذه الزيارة وأنه يعتقد بعمق العلاقة بينه وبين الشعب الإيراني ولم يتأثر بأي إعلام معادي .٢- تمكن الشيعة ان يثبتوا أنهم قوة مهمة قادرة على إثبات الوجود وعن إعلان موقفهم ووجودهم وتحويل الزيارة الى مناسبة مهمة للإعلان عن ثوراتهم ومواقفهم السياسية والبطولية ومقاومتهم للاستكبار الدولي والمحلي والدفاع عن حقوقهم السياسيسة والعقائدية، وما زال الشيعة في العراق يحملون كل الاحترام والاهتمام والحب لعموم الزوار بدون أي تمييز بين الزائرين على اساس الجنسية مع أنّ الإعلام البعثي حاول التمييز كثيراً ولم يفلح.٣- تمكن الشيعة أن يكون لهم الدور العالمي، وهو واضح في هذه الزيارة، وتمكنوا أن يجعلوا المنهج الشيعي بعد أن كان منكمشا ومحاصراً إلا أنه الآن من خلال هذا التجمع العالمي تحول المذهب الشيعي الى ظاهرة عالمية، وقد تمكن الرساليون والمبلّغون والحشد الشعبي من إعطاء صفة الوعي والمقاومة والعقيدة الثورية لهذه الشعيرة ضد الاستكبار من خلال الخطابات والصور والشعارات والإعلام ومن خلال مشاركة كل الثوريين في الزيارة من البحرين واليمن والعراق وايران؛ نعم تمكنت ثورة الإمام الخميني أن تجد في الزيارة الاربعينية ومن خلال هذا الملتقى العالمي فرصة لنشر الفكر الثوري فقد كان للمقاومة الاسلامية حضورها خصوصا القضية المركزية للمسلمين وهي القضية الفلسطينية . ٤- الحشد الشعبي وخط المقاومة أثبت ومن خلال الزيارة الاربعينية أن يعلن عن وجوده كقوة مهمة في الحفاظ عن الشعائر وبالتالي أن يكون جزءًا من مؤسسات الدولة وأهم من هذا يدرك الغرب والخليج الوهابي أنّ الدقة لدى الحشد في حفظ هذه الملايين التي تؤدي الشعيرة، وتجعل الحشد يحسب له ألف حساب في معادلات الأمن العسكرية والامنية. ٥- أثبتت الزيارة أن الشعوب الشيعية موحدة وأنها تمتلك الوعي التام ضد المخططات العدوانية وأنّ صفة الزيارة انتقلت من مجرد زيارة دينية الى زيارة واعية ثورية لها كل وكامل الاهداف الواعية والمهمة والاستراتيجية .٦- أثبت الزيارة الاربعينية أنّ المراجع العظام وخصوصا المرجع السيستاني والامام الخامنئي وباقي المراجع العظام من خلال بياناتهم وتاكيدهم على الشعيرة أن المنهج الشيعي يحظى برعاية عالية من لدنهم؛ مما جعل تلك الشعيرة مقدسة ومحل اهتمام متواصل، وقد دفع هذا الاهتمام الجماهير الى مزيد من التفاعل مع الشعيرة .٧- العالم والمجتمعات الاصدقاء والأعداء يراقبون هذه التظاهرة المليونية ويقيّمون دور الشيعة في المحور الإقليمي ويحسبون لها كل حساب؛ ففي غاية الاهمية ان يجتمع شيعة العالم من مختلف القوميات والمذاهب والبلدان تحت راية الامام الحسين (ع).٨- دخول الزوار من الشمال العراقي يعد ظاهرة جيدة وجديدة، وايضا من الظواهر المهمة والجديدة هي مشاركة السنة الايرانيين والسنة من العراق ومن فلسطين وهذه ظاهرة مهمة تعود بأثر كبير في العلاقات بين المسلمين والحد من الفكر السلفي المتطرف .٩- قد أفشلت ايران والشعب العراقي بوعيهم مؤامرة امريكا والبعثيين الذين أرادوا أن تكون هذه الزيارة فاشلة من خلال خلق مشاكل أمنية واجتماعية بين الزوار الإيرانيين والعراقيين وعلى العكس كان الشعار مهمّاً وكبيرا وراسخا وهو يردده الاغلب ( الحسين يوحدنا )، وشعار( ايران والعراق لا يمكن الفراق)، هذا فضلا عن عشرات المقاطع من العراقيين عبر أناشيد مؤثرة منها ((سلام يامهدي ))، ومن خلال مشاركة عشرات المنشدين الصغار والكبار ومن مختلف الجنسيات وشعارات تشكر الشعب العراقي على السخاء والكرم وايضا كانت النجف والحوزة العلمية والخطباء يحثون الشعب العراقي على استقبال زوار الحسين (عليه السلام) من اي جنسية كانت .١٠- كل المؤسسات الجهادية في العراق وايران كما هو ملاحظ لها الدور المهم في إنجاح الزيارة من حيث الأمن والتنظيم والخدمات والجانب المعنوي والفكري والثقافي والوحدوي وإظهار الشعارات والقيم الإسلامية العالية وإنّ الدور الذي تقوم به المؤسسات الإيرانية مهم جدا في متابعة كل صغيرة وكبيرة ورصدها ومعالجتها .١١- إن اغلب المراقبين يرون هذه الزيارة الاربعينية أخذت هذا العام توفر أجواء اكثر تفاعل بين الشعب الإيراني والعراقي، وبحمد الله لم تسجل الزيارة أي حالة سلبية بل ما زال الشعب العراقي بتمام كرمه وسخائه واستعداه وحبه الى الجمهورية الاسلامية .١٢- أظهر الإعلام الإيراني والمسؤولين كامل الاحترام والشكر والامتنان الى الشعب العراقي وصدرت منهم متين العبارات التي توثق العلاقات وتعمق الصلات وتقطع دابر المؤامرات .
محمّد صادق الهاشمي
م.مركز العراق للدراسات