غالبية المحللين والخبراء والمراقبين ومراكز الدراسات البحثية وصلوا إلى قناعة أنّ العالمي الحالي الذي أسسته أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية في حالة موت سريري؛ هذا النظام لم يهيمن على العالم بالقوة العسكرية فقط وسفك دماء الملايين؛ بل ب "القوة الناعمة الرهيبة"الحضارة المهدوية قاااادمة ولا مستقبل إلا للإسلام الأصيل
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وظهور الولايات المتحدة الأمريكية كقوة اقتصادية و عسكرية عظمى عملت الولايات المتحدة الأمريكية على تعزيز هيمنتها السياسية عن طريق الهيمنة المالية وفرض الدولار الأمريكي كعملة عالمية متحكمة في كل التعاملات التجارية والاقتصادية.
في سنة 1973، وبعد غرقها في الوحل الفيتنامي وتكبدت على إثرها خسائر مالية وعسكرية هائلة هددت مستقبل الدولار قامت الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة عن طريق وزير خارجيتها الأسبق هنري كيسنجر بالخروج من اتفاقية بريتون وودز النقدية، وبدلا من الذهب عقدت اتفاقًا مع السعودية يقضي بفرض الدولار كعملة متحمكة في التعاملات الاقتصادية والتجارية وخاصة البترول والطاقة ومنذ ذلك الحين أصبحنا نتحدث عن هيمنة الدولار الأمريكي على الإقتصاد الدولي.
الآن نحن أمام تحوّلات عالمية كبيرة عنوانها (التخلّص من هيمنة الدولار) وهذا يعني فقدان أمريكا لهيبتها حيث نجد العَالَم اليوم - عدا حكومات اوروبا وليس شعوبها - في حالة "ثورة" ضد النفوذ الأمريكي" ولكي نفهم ماذا يجري تعالوا معنا ودققوا في النقاط أدناه:
▪️مجلة فوربس الأمريكية: النظام العالمي القديم للنفط الخام (البترودلار) آخذ بالزوال ويشهد صعود (البريكس) الذي ساهم بشكل كبير فى مساعدة بوتن لتصل للنتيجة الحالية، وتشير المجلة أن دعم البريكس لموسكو جنبهم الانهيار الاقتصادي مع ملاحظة تباطؤ نفوذ امريكا بالشرق الأوسط واتساع نفوذ الصين.
▪️مجلة فورين افيرز الاميركية نقلًا عن مسؤول سعودي: اتفاق النفط مقابل الأمن الذي وُقّع قبل عقود من الزمن مع الولايات المتحدة قد مات.
▪️ثعلب السياسة الأمريكية "كيسنجر" : إنّني أرى أن هناك تغييرًا جوهريًّا في الوضع الاستراتيجي في الشرق الأوسط.
▪️ كينيا تكسر اتفاقية البترودلار وتوقع اتفاقًا مع السعودية والإمارات لشراء النفط بالعملة الكينية بدلا من الدولار الأمريكي
▪️صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تكتب: اليابان تخالف سياسة سقف السعر الذي حدّدته امريكا وحلفائها، وتشتري النفط الروسي بسعرٍ أعلى.
▪️قرار ثنائي بين الصين والبرازيل: لا دولار بعد اليوم في تعاملاتنا التجارية
▪️صحيفة «وول ستريت جورنال» : وجود محادثات بين الرياض والصين لتسعير مبيعاتها النفطية لبكين باليوان الصيني بدلاً من الدولار.
▪️الهند وماليزيا تتجاوزان الدولار وتمت تسوية التجارة بالروبية الهندية.
▪️مصر وروسيا تتعاملان تجاريا بالجنيه والروبل
▪️ وزراء المالية والبنوك المركزية في منظمة آسيان (هو اتحاد سياسي واقتصادي بين 10 دول أعضاء في جنوب شرق آسيا وهي ١- اندنوسيا ٢-ماليزيا ٣-الفلبين ٤- سنغافورة ٥- تايلند ٦- بروناي ٧- فيتنام ٨- لاوس ٩- بورما ١٠- كمبوديا) يبحثون في مشروع مالي مشترك ويعدّون دراسة حول التخلص التدريجي من الدولار واليورو والين .
▪️فرنسا أول بلد أوروبي يوقع عقدًا تجاريًّا مع الصين حول الدفع بعملة اليوان الصينية بدلًا من الدولار أو اليورو.. العقد يخص شراء الغاز المسال من طرف شركة توتال.
▪️الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مالك شركة تويتر : فقدان الدولار الأمريكي مكانته كعملة احتياطية قضية جِديّة، السياسة الأمريكية شديدة القسوة جعلت من الدول ترغب في التخلص من الدولار.
▪️مجموعة البريكس (البرازيل والهند وروسيا والصين وجنوب أفريقيا) تبحث إنشاء عملة موحدة في مؤتمرها القادم و دول (السعودية والإمارات ومصر والجزائر والأرجنتين والمكسيك ونيجيريا) تريد الانضمام إلى البريكس.
▪️الهند تستخدم الروبية بدلاً من الدولار الأمريكي في التجارة الدولية - 18 دولة توافق على التجارة بالروبية الهندية
والسؤال هنا : ماهي ردة الفعل الأمريكي؟؟؟ الجواب: لا شيء !!! فهي غارقة في مشاكلها الداخلية وتنتظرها إعصار سياسي اسمه (ترمب وأنصاره) وغارقة في المستنقع الأوكراني حيث فشلت في هزيمة بوتن وخسرت الى الآن أكثر من 200 مليار دولار قيمة الأسلحة والذخائر وتعاني من مشاكل اقتصادية وتضخم والهزائم وهي عاجزة عن إيقاف تحالف خطير يهدد مستقبل الإمبراطورية الأمريكية الآيلة للسقوط وهو
١- الصين(أكبر اقتصاد في العالم)
٢- روسيا(أكبر مصدر للنفط في العالم وثاني أكبر قوة عسكرية في العالم)
٣- إيران (التي تمتلك مشروعًا حضاريّا بديلا عن الحضارة الغربية الرأسمالية )
بطبيعة الحال فإنّ كلّ إنعطافة تأريخية جوهرية بحاجة الى ارهاصات كبرى؛ وظيفة هذه الإرهاصات هي إطلاق رصاصة الرحمة على الحضارات المتآكلة والمنتهية الصلاحية.
انهيار الخلافة العثمانية وروسيا القيصرية وظهور الشيوعية والرأسمالية جاء على انقاض الحرب العالمية الاولى
ظهور القوة الأمريكية والأمم النووية وسقوط الرايخ الثالث وتراجع الدور الأوروبي لصالح الأمريكي والروسي جاء على أنقاض الحرب العالمية الثانية.
نحن المنتظرون لدولة العدل الإلهي علينا أن نتوقع انهيارات عالمية كبرى والتي قد بانت إرهاصاتها من شرق أوروبا لتحقق الوعد الإلهي بهرج الروم الذي يمكن تفسيره سياسياً ب(إرهاصات التغيير العالمي).
الحضارة الشيوعية والمادية والرأسمالية التي تزكم فضائحها الأنوف ميتة سريريًّا، وما يفعله هؤلاء هو إطلاق رصاصة الرحمة عليها ودفنها فإن إكرام الميت دفنه ولا مستقبل إلّا للإسلام المهدوي الذي تنتظره الشعوب المستضعفة
▪️الختام
نداؤنا لكلِّ متابع : لتكن نظرتكم استراتيجية
عزيزي المتابع الكريم
سواء أكنتَ
متديناً تعتقد بالنبوءات...
إسلاميّاً تدرس العلامات...
سياسياً تفكّر بالمعطيات...
اقتصاديّاً تدرس التداعيات..
دَعْ عنك حديث هرج الروم إن كنتَ لا تؤمن به
دَعْ عنك حديث دولتنا آخر الدول القادمة إن كنت لا تعتقد بها
ندعوك لأن تكون لديك نظرة استراتيجية، فالعالم حولك يتغيّر وبوتيرة متسارعة
لا تغرق في تفاصيل الأحداث اليومية فتغيب عنك الرؤية الشاملة.
لا تطارد قنوات الأخبار من محطّة الى أُخرى فتغفل عن المشهد العالمي برمّته.
بالطبع لن يحدث انقلاباً عالمياً بين ليلة وضحاها، فالانقلابات العالمية بحاجة الى عقودٍ من الزمن.
لكن كن واثقاً بأننا في عين العاصفة
كلّ المحللين وأصحاب العقول الاستراتيجية يعتقدون أنّ العالم يعيش إرهاصات كبرى ، إنّه مخاض تحوُّل تأريخي لا وجود للشيطان الأكبر فيه
إنّ الرائد لا يكذب أهله
والسعيد من أعدّ واستعدّ
قام النظام الاشتراكي الماركسي الشيوعي وترأسه الاتحاد السوفييتي والصين وجُلّ أوروبا الشرقية وبعض دول الشرق وبعض الدول العربية ثم اندثر وتمزّق لأنه يحمل بذور فنائه معه
وهاهو النظام الرأسمالي المتوحش على سرير الموت يمر بأزمات خطيرة وكل المحاولات لإنعاشه لم تنجح
لا حلّ إلا بالمهدي و الحضارة المهدوية قاااادمة لا محال .
اللهمّ عجّل لوليّك الفرج والعافية والنصر
وكالة أنباء الانتظار